IYAD 200 المدير العام
عدد الرسائل : 161 تاريخ التسجيل : 03/05/2007
| موضوع: نستقبل اسئلتكم الشرعية السبت يونيو 30, 2007 9:45 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
تتشرف ادارة غرفة معاً لنصرة الرسول لاستقبال اسئلتكم الشرعية ليرد عليها الشيخ خالد المدني و بارك الله فيكم
عدل سابقا من قبل في الثلاثاء يوليو 03, 2007 10:12 pm عدل 1 مرات | |
|
bu osaid
عدد الرسائل : 8 تاريخ التسجيل : 07/06/2007
| موضوع: رد: نستقبل اسئلتكم الشرعية السبت يونيو 30, 2007 8:01 pm | |
| ماشاء الله تبارك الله ،، جواكم الله خيرا على جهودكم ،، وكتب بذلك أجركم ،،
| |
|
زرقاء اليمامة .
عدد الرسائل : 65 تاريخ التسجيل : 13/05/2007
| موضوع: رد: نستقبل اسئلتكم الشرعية الأحد يوليو 01, 2007 11:17 pm | |
| باركم الله فيكم على هذا المجهود ونشكر الدكتور خالد المدنى على هذا المجهود الذى سيبذله معنا فى الاجابة على أسئلتنا شكرا لكم وله أخى الكريم فك | |
|
زرقاء اليمامة .
عدد الرسائل : 65 تاريخ التسجيل : 13/05/2007
| موضوع: رد: نستقبل اسئلتكم الشرعية الأحد يوليو 01, 2007 11:24 pm | |
| السؤال : القذف معروف وحد القذف معروف ..... ولكن إذا كرر الشخص الذى يقذف أمرأة ما بأكثر من مرة وهى تسامح وهذا الشخص من ذوى الارحام هل تقاطعه لدرء الأذى ؟ أم تكون بذلك قطعت صلة الرحم | |
|
Dr.KhaledAlmadani مشرف عــــام
عدد الرسائل : 18 تاريخ التسجيل : 30/06/2007
| موضوع: قطيعة الرحم الثلاثاء يوليو 03, 2007 7:48 pm | |
| [color=teal]ابدأ بالنصيحة لهذا القريب إذا كان ما ذكر عنه صحيحاً بأن يتقي الله في نفسه وأن يعلم أنه إذا كان صحيح أنه يقذف قريبته ولو كانت أصغر منه كان ذلك من قطيعة الرحم التي هي من كبائر الذنوب لقوله تعالى { فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوزا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم } . ولقول النبي ، - صلى الله عليه وسلم - ، { لا يدخل الجنة قاطع } ، يعني قاطع رحم . ولأن هذا العمل منه ظلم والظلم محرم وفي الحديث القدسي الذي رواه مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي ، - صلى الله عليه وسلم - ، قال قيما يرويه عن ربه { يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا } والظلم ظلمات يوم القيامة ، وقد قال النبي، - صلى الله عليه وسلم - ، لأصحابه ذات يوم { من تعدون المفلس فيكم ؟ قالو المفلس من لا درهم عنده ولا متاع } قال ، - صلى الله عليه وسلم - ، { المفلس من يأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال فيأتي وقد ظلم هذا وضرب هذا وشتم هذا وأخذ مال هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن بقى من حسناته شيء والا أخذ من سيئاته وطرح عليه ثم طرح في النار } و هذا العمل منه يؤدي إلى أن يكون الأقارب في شقاق ونزاع ومشاكل .
أما التي تتعرض لهذا الأمر من قريبها وتسأل عن حكم المقاطعة له فأقول ينبغي لها
أولا أن لا تسيء الظن بقريبها بدون بينة فربما نقل لها بعضهم الكلام عنه بغير ما يقوله
ثانيا أن تصبر وتحتسب الأجر عند الله - عز وجل - .
ثالثا أن تقوم بصلة الرحم من جهتها وَفِي حَدِيثِ أَسْمَاءَ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ { جَاءَتْنِي أُمِّي مُشْرِكَةً فَسَأَلْت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصِلُهَا قَالَ نَعَمْ } .
وقال صلى الله عليه وسلم: « من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه » متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم: « إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم، فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى: قال: فذلك لكِ » رواه البخاري ومسلم
وصلة الرحم مدعاةٌ لرفعةِ الواصل، وسببٌ للذكر الجميل، وموجبةٌ لشيوع المحبة، وعزة المتواصلين.وهي شعار الإيمان بالله واليوم الآخر، وأنها سبب في بسط الرزق وطول العمر، وأنها تجلب صلةَ الله للواصل.
ثم إنها من أعظم أسباب دخول الجنة، وهي من أسباب تيسير الحساب، وتكفير الذنوب، وتعمير الديار، ودفعِ ميتة السوء.
وهي مما اتفقت عليه الشرائعُ السماوية، وأقرته الفطرُ السوية، كما أنها دليل على كرم النفس، وسعة الأفق، وطيب المنبت، وحسن الوفاء.
والْمُرَادَ بِصِلَةِ الرَّحِمِ مُوَالَاتُهُمْ وَمَحَبَّتُهُمْ أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهِمْ لِأَجْلِ قَرَابَتِهِمْ ، وَتَأْكِيدُ الْمُبَادَرَةِ إلَى صُلْحِهِمْ عِنْدَ عَدَاوَتِهِمْ ، وَالِاجْتِهَادُ فِي إيصَالِهِمْ كِفَايَتَهُمْ بِطِيبِ نَفْسٍ عِنْدَ فَقْرِهِمْ ، وَالْإِسْرَاعُ إلَى مُسَاعَدَتِهِمْ وَمُعَاوَنَتِهِمْ عِنْدَ حَاجَتِهِمْ ، وَمُرَاعَاةُ جَبْرِ خَاطِرِهِمْ مَعَ التَّعَطُّفِ وَالتَّلَطُّفِ بِهِمْ ، وَتَقْدِيمُهُمْ فِي إجَابَةِ دَعَوَاتِهِمْ ، وَالتَّوَاضُعُ مَعَهُمْ فِي غِنَاهُ وَفَقْرِهِمْ وَقُوَّتِهِ وَضَعْفِهِمْ ، وَمُدَاوَمَةُ مَوَدَّتِهِمْ وَنُصْحُهُمْ فِي كُلِّ شُؤُونِهِمْ ، وَالْبُدَاءَةُ بِهِمْ فِي الدَّعْوَةِ وَالضِّيَافَةِ قَبْلَ غَيْرِهِمْ ، وَإِيثَارُهُمْ فِي الْإِحْسَانِ وَالصَّدَقَةِ وَالْهَدِيَّةِ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ ، لِأَنَّ الصَّدَقَةَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ وَفِي مَعْنَاهَا الْهَدِيَّةُ وَنَحْوُهَا .
وَيَتَأَكَّدُ فِعْلُ ذَلِكَ مَعَ الرَّحِمِ الْكَاشِحِ الْمُبْغِضِ عَسَاهُ أَنْ يَرْجِعَ عَنْ بُغْضِهِ إلَى مَوَدَّةِ قَرِيبِهِ وَمَحَبَّتِهِ .
لكن لَيْسَ هَذَا كُلَّهُ بِوَاجِبٍ بَلْ أَكْثَرُهُ مَنْدُوبٌ
فصِلَةُ الرَّحِمِ كِنَايَةٌ عَنْ الْإِحْسَانِ إلَى الْأَقْرَبِينَ مِنْ ذَوِي النَّسَبِ وَالْأَصْهَارِ ، وَالتَّعَطُّفُ عَلَيْهِمْ ، وَالرِّفْقُ بِهِمْ ، وَالرِّعَايَةُ لِأَحْوَالِهِمْ ، وَكَذَلِكَ إنْ بَعُدُوا وَأَسَاءُوا .
وَقَطْعُ الرَّحِمِ ضِدُّ ذَلِكَ كُلِّهِ .
يُقَالُ وَصَلَ رَحِمَهُ يَصِلُهَا وَصْلًا وَصِلَةً ، فَكَأَنَّهُ بِالْإِحْسَانِ إلَيْهِمْ قَدْ وَصَلَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ مِنْ عَلَاقَةِ الْقَرَابَةِ وَالصِّهْرِ .
والرَّحِمُ الَّتِي تُوصَلُ عَامَّةٌ وَخَاصَّةٌ ، فَالْعَامَّةُ رَحِمُ الدِّينِ وَتَجِبُ مُوَاصَلَتُهَا بِالتَّوَادِّ وَالتَّنَاصُحِ وَالْعَدْلِ وَالْإِنْصَافِ وَالْقِيَامِ بِالْحُقُوقِ الْوَاجِبَةِ وَالْمُسْتَحَبَّةِ .
وَأَمَّا الرَّحِمُ الْخَاصَّةُ فَتَزَيُّدُ النَّفَقَةِ عَلَى الْقَرِيبِ ، وَتَفَقُّدُ أَحْوَالِهِمْ ، وَالتَّغَافُلُ عَنْ زَلَّاتِهِمْ ، وَتَتَفَاوَتُ مَرَاتِبُ اسْتِحْقَاقِهِمْ فِي ذَلِكَ
وتَكُونُ صِلَةُ الرَّحِمِ بِالْمَالِ ، وَبِالْعَوْنِ عَلَى الْحَاجَةِ ، وَبِدَفْعِ الضَّرَرِ وَبِطَلَاقَةِ الْوَجْهِ ، وَبِالدُّعَاءِ .
وَالْمَعْنَى الْجَامِعُ إيصَالُ مَا أَمْكَنَ مِنْ الْخَيْرِ ، وَدَفْعُ مَا أَمْكَنَ مِنْ الشَّرِّ بِحَسَبِ الطَّاقَةِ ، وَهَذَا إنَّمَا يَسْتَمِرُّ إذَا كَانَ أَهْلُ الرَّحِمِ أَهْلَ اسْتِقَامَةٍ ، فَإِنْ كَانُوا كُفَّارًا أَوْ فُجَّارًا فَمُقَاطَعَتُهُمْ فِي اللَّهِ هِيَ صِلَتُهُمْ بِشَرْطِ بَذْلِ الْجَهْدِ فِي وَعْظِهِمْ ثُمَّ إعْلَامُهُمْ إذَا أَصَرُّوا بِأَنَّ ذَلِكَ بِسَبَبِ تَخَلُّفِهِمْ عَنْ الْحَقِّ ، وَلَا يَسْقُطُ مَعَ ذَلِكَ صِلَتُهُمْ بِالدُّعَاءِ لَهُمْ بِظَهْرِ الْغَيْبِ أَنْ يَعُودُوا إلَى الطَّرِيقِ الْمُثْلَى .
وتكون بزيارتهم، وتَفَقُّدِ أحوالهم، والسؤالِ عنهم، والإهداءِ إليهم، والتصدُّق على فقيرهم، والتلطفِ مع وجيههم وغنيهم، وتوقيرِ كبيرهم، ورحمةِ صغيرهم.
وتكون باستضافتهم، وحسن استقبالهم، وإعزازهم، ومشاركتهم في أفراحهم، ومواساتهم في أتراحهم.
وتكون الصلة بالدعاء للأرحام، وسلامة الصدر لهم، والحرص على نصحهم، ودعوتهم إلى الخير، وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، وإصلاح ذات البين إذا فسدت.
وهذه الصلة تستمر إذا كانت الرحم صالحةً مستقيمةً أو مستورةً.
أما إذا كانت الرحمُ كافرةً أو فاسقةً فتكون بالعِظَةِ والتذكير، وبذلِ الجهد في ذلك.
فإذا أعيته الحيلة في هدايتهم كأن يرى منهم عنادًا، أو استكبارًا، أو أن يخاف على نفسه أن يتردى معهم، ويهوي في حضيضهم - فَلْينأَ عنهم، وليهجرْهُمُ الهجرَ الجميل الذي لا أذى فيه بوجه من الوجوه، وليكثرْ من الدعاء لهم بالهداية.
وإن صادف منهم غرة، أو سنحت له لدعوتهم فرصةٌ فليُقْدِمْ، وليُعِدْ الكرَّة بعد الكرة.
ومما يحسن سلوكه مع الأقارب: مقابلةُ إساءتهم بالإحسان، فهذا مما يبقي على الود، ويحفظ ما بين الأقارب من العهد، ويهون على الإنسان ما يلقاه من شراسة الأقارب؛ وقد « أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن لي قرابةً أصِلُهم ويقطعونني، وأُحْسِنُ إليهم ويسيئون إليّ، وأَحْلُم عنهم ويجهلون عليّ. قال: (لئن كنت كما قلت؛ فكأنما تسفهم الملّ) » رواه مسلم .
قال الإمام النووي رحمه الله في شرح الحديث: (وهو تشبيه لما يلحقهم من الألم بما يلحق آكلَ الرماد الحار من الألم، ولا شيء على هذا المحسن، بل ينالهم الإثمُ العظيمُ في قطيعتهِ، وإدخالِهم الأذى عليه.
وقيل معناه: إنك بالإحسان إليهم تخزيهم، وتحقِّرهم في أنفسهم؛ لكثرة إحسانك، وقبيح فعلهم من الخزي والحقارة عند أنفسهم كمن يسف الملّ.
وقيل: ذلك الذي يأكلونه من إحسانك كالمل يحرق أحشاءهم؛ والله أعلم) ا هـ.
[color:45da=black:45da]فهذا الحديث عزاءٌ لكثير من الناس ممن ابتلوا بأقارب شرسين، يقابلون الإحسانَ بالإساءة، وفيه تشجيعٌ للمحسنين على أن يستمروا على طريقتهم المثلى؛ فإن الله معهم، وهو مؤيدهم، وناصرهم، ومثيبهم .
عدل سابقا من قبل في الثلاثاء يوليو 03, 2007 8:01 pm عدل 1 مرات | |
|
Dr.KhaledAlmadani مشرف عــــام
عدد الرسائل : 18 تاريخ التسجيل : 30/06/2007
| موضوع: رد: نستقبل اسئلتكم الشرعية الثلاثاء يوليو 03, 2007 7:49 pm | |
| وفيه أن هذا غنم لك وغرم عليهم لقوله ، - صلى الله عليه وسلم - ، { ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل إذا قطعت رحمه وصلها } ، وقد قال الله سبحانه وتعالى { ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً } وقال سبحانه وتعالى { ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب } .
وأن تنصحي هذا القريب في ضبط لسانه عن السب عامة وعن القذف خاصة فإذا استجاب للنصيحة فالحمد لله ، وإلا فأخبريه أنك سوف تقطعين العلاقة معه لكونه يؤذيك واهجريه هجراً جميلاً ولا تخالطيه مخالطة تضرك في دينك ولا تؤذيه ولا تقاطعيه مقاطعة كاملة بل تتصلي أحيانا بالهاتف أو بكتابة مثلا حين المناسبات اللهم إلا أن يكون قريباً جداً، وتخشى إن لم تذهب إليه عَدَّ ذلك من قطيعة الرحم فتذهبين إليه لا سيما إذا احتاج إلى المساعدة هذا شيء آخر .
وإذا غضب عليك القريب بغير حق فليغضب فإنه هو الظالم ، وأنت في الحقيقة قد بررت ( فعلت البر ) حين منعته أن يتعامل معك المعاملة المحرمة فإذا غضب أو قاطعك لهذا السبب فهو الآثم وليس عليك من إثمه شيء إن شاء الله
وحقيقة قطيعةُ الرَّحِمِ أنْ يُقَاطِع قرابته فيمنَعَ ما يجبُ لهم من حقوقٍ بدنيةٍ أو ماليةٍ.
فيجب على المسلم أن يصل رحمه بقدر ما تيسر له، ولو بالزيارة، مع بشاشة الوجه والكلام الطيب، أو بالكتابة والمراسلة، سواء كان بينهما نزاع أم لا، وخيرهما من يبدأ بالصلة، ولا يمنعه منها نزاع أو مشاغل الدنيا، ولكن ليس المتعمد للقطيعة كالساهي عنها بكثرة المشاغل الدنيوية في الإثم.
ولكن قطع الرَّحِمِ الذي هو كبيرة ليس بتَرْكِ الْإِحْسَانِ بل يَخْتَصَّ بِالْإِسَاءَةِ وَبإنما يكون قطيعة قَطْعُ مَا أَلِفَ الْقَرِيبُ مِنْهُ مِنْ سَابِقِ الْوُصْلَةِ وَالْإِحْسَانِ لِغَيْرِ عُذْرٍ شَرْعِيٍّ ؛ لِأَنَّ قَطْعَ ذَلِكَ يُؤَدِّي إلَى إيحَاشِ الْقُلُوبِ وَنُفْرَتِهَا وَتَأَذِّيهَا ، وَيَصْدُقُ عَلَيْهِ حِينَئِذٍ أَنَّهُ قَطَعَ وُصْلَةَ رَحِمِهِ وَمَا يَنْبَغِي لَهَا مِنْ عَظِيمِ الرِّعَايَةِ ، فَلَوْ فُرِضَ أَنَّ قَرِيبَهُ لَمْ يَصِلْ إلَيْهِ مِنْهُ إحْسَانٌ وَلَا إسَاءَةٌ قَطُّ لَمْ يَفْسُقْ بِذَلِكَ
وَلَوْ فُرِضَ أَنَّ الْإِنْسَانَ لَمْ يَقْطَعْ عَنْ قَرِيبِهِ مَا أَلِفَهُ مِنْ الْإِحْسَانِ لَكِنَّهُ فَعَلَ مَعَهُ مُحَرَّمًا صَغِيرَةً أَوْ قَطَّبَ فِي وَجْهِهِ أَوْ لَمْ يَقُمْ إلَيْهِ فِي مَلَأٍ وَلَا عَبَأَ بِهِ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ فِسْقًا
َلَا فَرْقَ بَيْنَ أَنْ يَكُونَ الْإِحْسَانُ الَّذِي أَلِفَهُ مِنْهُ قَرِيبُهُ مَالًا أَوْ مُكَاتَبَةً أَوْ مُرَاسَلَةً أَوْ زِيَارَةً أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ ، فَقَطْعُ ذَلِكَ كُلِّهِ بَعْدَ فِعْلِهِ لِغَيْرِ عُذْرٍ كَبِيرَةٌ .
فَإِنْ قُلْت : فَمَا الْمُرَادُ بِالْعُذْرِ فِي الْمَالِ وَفِي نَحْوِ الزِّيَارَةِ وَالْمُكَاتَبَةِ ؟ قُلْت : يَنْبَغِي أَنْ يُرَادَ بِالْعُذْرِ فِي الْمَالِ فَقْدُ مَا كَانَ يَصِلُهُ بِهِ أَوْ تَجَدُّدُ احْتِيَاجِهِ إلَيْهِ أَوْ أَنْ يَنْدُبَهُ الشَّارِعُ إلَى تَقْدِيمِ غَيْرِ الْقَرِيبِ عَلَيْهِ لِكَوْنِ الْأَجْنَبِيِّ أَحْوَجَ أَوْ أَصْلَحَ فَعَدَمُ الْإِحْسَانِ إلَيْهِ أَوْ تَقْدِيمُ الْأَجْنَبِيِّ عَلَيْهِ لِهَذَا الْعُذْرِ يَرْفَعُ عَنْهُ الْفِسْقَ ، وَإِنْ انْقَطَعَ بِسَبَبِ ذَلِكَ مَا أَلِفَهُ مِنْهُ الْقَرِيبُ ؛ لِأَنَّهُ إنَّمَا رَاعَى أَمْرَ الشَّارِعِ بِتَقْدِيمِ الْأَجْنَبِيِّ عَلَى الْقَرِيبِ .
وَوَاضِحٌ أَنَّ الْقَرِيبَ لَوْ أَلِفَ مِنْهُ قَدْرًا مُعَيَّنًا مِنْ الْمَالِ يُعْطِيهِ إيَّاهُ كُلَّ سَنَةٍ مَثَلًا فَنَقَصَهُ لَا يَفْسُقُ بِذَلِكَ بِخِلَافِ مَا لَوْ قَطَعَهُ مِنْ أَصْلِهِ لِغَيْرِ عُذْرٍ .
فَإِنْ قُلْت : يَلْزَمُ عَلَى ذَلِكَ امْتِنَاعُ الْقَرِيبِ مِنْ الْإِحْسَانِ إلَى قَرِيبِهِ أَصْلًا خَشْيَةَ أَنَّهُ إذَا أَحْسَنَ إلَيْهِ يَلْزَمُهُ الِاسْتِمْرَارُ عَلَى ذَلِكَ خَوْفًا مِنْ أَنْ يَفْسُقَ لَوْ قَطَعَهُ ، وَهَذَا خِلَافُ مُرَادِ الشَّارِعِ مِنْ الْحَثِّ عَلَى الْإِحْسَانِ إلَى الْأَقَارِبِ .
قُلْت : لَا يَلْزَمُ ذَلِكَ لِمَا تَقَرَّرَ أَنَّهُ لَا يَلْزَمُهُ أَنْ يَجْرِيَ عَلَى تَمَامِ الْقَدْرِ الَّذِي أَلِفَهُ مِنْهُ بَلْ اللَّازِمُ لَهُ أَنْ لَا يَقْطَعَ ذَلِكَ مِنْ أَصْلِهِ ، وَغَالِبُ النَّاسِ يَحْمِلُهُمْ شَفَقَةُ الْقَرَابَةِ وَرِعَايَةُ الرَّحِمِ عَلَى وُصْلَتِهَا فَلَيْسَ فِي أَمْرِهِمْ بِمُدَاوَمَتِهِمْ عَلَى أَصْلِ مَا أَلِفُوهُ مِنْهُمْ تَنْفِيرٌ عَنْ فِعْلِهِ بَلْ حَثٌّ عَلَى دَوَامِ أَصْلِهِ ، وَإِنَّمَا يَلْزَمُ ذَلِكَ لَوْ قُلْنَا : إنَّهُ إذَا أَلِفَ مِنْهُ شَيْئًا بِخُصُوصِهِ يَلْزَمُهُ الْجَرَيَانُ عَلَى ذَلِكَ الشَّيْءِ الْمَخْصُوصِ دَائِمًا وَلَوْ مَعَ قِيَامِ الْعُذْرِ الشَّرْعِيِّ ، وَنَحْنُ لَمْ نَقَلَ ذَلِكَ .
ومدة الزيارة تختلف بحسب القرابة والحاجة فالاسبوع قدر مناسب للأقارب القريبين جدا وبعذر الشهر لمن هم أبعد وبالسنة لمن هم أبعد وَأَمَّا العُذْرُ الذي يمنع من الزِّيَارَةِ : فَيَنْبَغِي ضَبْطُهُ بِمثل ما يعر به في ترك الْجُمُعَةِ بِجَامِعِ أَنَّ كُلًّا فَرْضُ عَيْنٍ وَتَرْكُهُ كَبِيرَةٌ .
وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ إذَا تَرَكَ الزِّيَارَةَ الَّتِي أُلِفَتْ مِنْهُ فِي وَقْتٍ مَخْصُوصٍ لِعُذْرٍ لَا يَلْزَمُهُ قَضَاؤُهَا فِي غَيْرِ ذَلِكَ الْوَقْتِ ، فَتَأَمَّلْ جَمِيعَ مَا قَرَّرْته وَاسْتَفِدْهُ فَإِنِّي لَمْ أَرَ مَنْ نَبَّهَ عَلَى شَيْءٍ مِنْهُ مَعَ عُمُومِ الْبَلْوَى بِهِ وَكَثْرَةِ الِاحْتِيَاجِ إلَى ضَبْطِهِ .
وأما الْمُكَاتَبَة وَالْمُرَاسَلَة فينبغي عدم تركها ولو بين الحين والحين إلا لعذر كأَنْ لَا يَجِدَ مَنْ يَثِقُ بِهِ فِي أَدَاءِ مَا يُرْسِلُهُ مَعَهُ
والمقصود التحذير من الْهَجْرِ وَالتَّكَبُّرِ وأما الزيارات المتكررة والْإِنْفَاقَ والصَّدَقَةَ عَلَى الْأَقَارِبِ وَالْأَرْحَامِ فإنها سُنَّةٌ لَا وَاجِبَةٌ فَلَوْ كَانَ تَرْكُ الْإِحْسَانِ إلَيْهِمْ بِالْمَالِ ونحوه هو الذي يراد من السؤال فلا بأس به
، نَعَمْ يَنْبَغِي لِلْمُوَفِّقِ أَنْ يُبَالِغَ فِيمَا قُدِّرَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِحْسَانِ إلَى أَقَارِبِهِ لِمَاجاء مِنْ الْأَحَادِيثِ الْكَثِيرَةِ الْمُؤَكَّدَةِ فِي ذَلِكَ وَالدَّالَّةِ عَلَى عَظِيمِ فَضْلِهِ وَرِفْعَةِ مَحَلِّهِ .
وأذكر بخطورة قَطِيعَة الرَّحِمِ فإنها مِنْ الْكَبَائِرِ .
وَأَخْرَجَ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُمْ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ { لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ } قَالَ سُفْيَانُ يَعْنِي قَاطِعَ رَحِمٍ .
وأذكر أيضا بأن الهجر يكون لفائدة وإلا فقد روى أبو أيوب - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: « لا يَحِلُّ لمسلم أن يهجرَ أخاه فوقَ ثلاث ليال ، يلتقيان ، فيُعرِضُ هذا ، ويُعرضُ هذا، وخيرُهما الذي يبدأُ بالسلام ». أخرجه الشيخان
قال "الإمام النووي": "يحرم الهجر بين المسلمين أكثر من ثلاث ليال بالنص وتباح في الثلاث بالمفهوم، وإنما عفي عنه في ذلك؛ لأن الآدمي مجبول على الغضب، وسوء الخلق، فسومح بذلك القدر ليرجع ويزول ذلك العارض.
وقال "أبو العباس القرطبي" : المعتبر ثلاث ليال، حتى لو بدأ بالهجرة في أثناء النهار ألغى البعض وتعتبر ليلة ذلك اليوم، وينقضي العفو بانقضاء الليلة الثالثة. قال "ابن حجر" :وفي الجزم باعتبار الليالي دون الأيام جمود. .... وفي رواية شعيب في حديث أبي أيوب بلفظ: "ثلاثة أيام" فالمعتمد أن المرخص فيه ثلاثة أيام بلياليها، فحيث أطلقت الليالي أريد بأيامها، وحيث أطلقت الأيام أريد بلياليها، ويكون الاعتبار مضى ثلاثة أيام بلياليها ملفقة، إذا ابتدئت مثلاً من الظهر يوم السبت كان آخرها الظهر يوم الثلاثاء.
"لا يجوز للمسلم أن يهجر أخاه المسلم فوق ثلاثة أيام لكن فيما دون الثلاثة له أن يهجره، ولا ينبغي أيضاً، لكن له يهجره؛ لأن الإنسان ربما يكون بينه وبين أخيه شيء من وقفة الخواطر والشرف عليه، فيهجره، هذا رخص له النبي-صلى الله عليه وسلم- ثلاثة أيام فقط، وبعد ذلك لا بد أن يسلم لكن إذا كان الهجر لمصلحة دينية، مثل أن يكون سبباً لا ستقامة المهجور، وتركه المعاصي فإنه لا بأس به، فإذا كان في هجر من فعل معصية لترك واجب أو فعل محرم فائدة يهجر حتى تتحقق الفائدة، وأما من كان هجره لا يفيد شيئاً بل لا يزيد الأمر إلا شدة والنار إلا اضطراما فلا يهجر لأن الشرع جاء بالمصالح وليس بالمفاسد، فإذا علمنا أننا لو هجرنا هذا العاصي لم يزدد إلا شراً وكراهة لنا وكراهة لما معنا من الخير، فإننا لا نهجره، نسلم عليه ونرد عليه السلام
قوله-صلى الله عليه وسلم-:"فوق ثلاث" ظاهره إباحة ذلك في الثلاث، وهو من الرفق، لأن الآدمي في طبعه الغضب وسوء الخلق ونحو ذلك، والغالب أن يزول أو يقل في الثلاث.
وقوله-صلى الله عليه وسلم-:"يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا" وفي رواية "فيصد هذا ويصد هذا" هو بضم الصاد ومعنى يصد: يعرض أي يوليه عرضه بضم العين وهو جانبه، ولأبي داود بسند صحيح من حديث أبي هريرة-رضي الله عنه-:" فإن مرت به ثلاث فلقيه فليسلم عليه، فإن رد عليه فقد اشتركا في الأجر، وإن لم يرد عليه فقد باء بالإثم"، وخرج المسلم من الهجرة"
وقوله-صلى الله عليه وسلم-: "وخيرهما الذي يبدأ بالسلام", أي هو أفضلهما وفيه دليل لمذهب أكثر العلماء: "تزول الهجرة بمجرد السلام ورده"، وقال بعضهم: "لا يبرأ من الهجرة إلا بعوده إلى الحال التي كان عليها أولاً". وعلى هذا فترك الكلام إن كان يؤذيه لم تنقطع الهجرة بالسلام".
قال "ابن عبد البر": أجمعوا على أنه لا يجوز الهجران فوق ثلاث إلا لمن خاف من مكالمته ما يفسد عليه دينه أو يدخل منه على نفسه أو دنياه مضرة، فإن كان كذلك جاز، ورب هجر جميل خير من مخالطة مؤذية.
ثم إن الهجر على مقامين أعلى وأدنى، فالأعلى اجتناب الإعراض جملة فيبذل السلام والكلام والمواددة بكل طريق، والأدنى الاقتصار على السلام دون غيره، والوعيد الشديد إنما هو لمن يترك المقام الأدنى، وأما الأعلى فمن تركه من الأجانب فلا يلحقه اللوم، بخلاف الأقارب فإنه يدخل فيه قطيعة الرحم.
وهذه قصة عن السلف الصالح للتسابق على البدء بالسلام بعد التهاجر, فعن أبي الحسن المدائني قال: "جرى بين الحسن بن علي وأخيه الحسين كلام حتى تهاجرا فلما أتى على الحسن ثلاثة أيام من هجر أخيه فأقبل إلى الحسين وهو جالس فأكب على رأسه فقبله، فلما جلس الحسن قال له الحسين: إن الذي منعني من ابتدائك والقيام إليك أنك أحق بالفضل مني فكرهت أن أنازعك ما أنت أحق به".
[color:494d=black:494d]ونسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق والتوبة إنه على كل شيء قدير.
[/center] | |
|