حقيقة السعادة :
إن أسباب الراحة لو توفّرت عند أي إنسان فليس من الضروري أن تحصل له الراحة ، فلو مات زعيم كافر وشُيّد على قبرِه بناءٌ مرصَّع بالرخام مزخرف وجاء زعماء زعماء العالم يسلِّمون عليه ووضعوا على قبره الورود وألقوا عليه التحية وعُزِف على قبره السلام الملكي ، فلن يفيده شيء من هذه الأشياء الخارجية لأنه معذّب في قبره بعمله فهو مرهون به ،كذلك أحوال الناس في هذه الحياة الدنيا ، فمن لم يعمل لرضا مولاه وارتكب المعاصي ، فلا تنفعه أسباب الراحة من حوله، فلا يلزم من وجود أسباب الراحة أن يرتاح الانسان – وتنطفئ نارُ قلبِه لأن المكيفات تبرّد جلودنا ولا تبرد قلوبنا التي تحترق بنار المعاصي فإن كان الربّ سبحانه وتعالى ساخطاً على عبدِه فلا تحصل له راحة القلب بل يكون قلبه في عذاب وشقاءٍ والعالم كله يكون مظلما في نظره ولو تنعَّم جسمُه بالنعم الدنيوية المحيطة به.
أما إذا ارتاح القلبُ وحلّ به السرور والاطمئنان فسيجد الإنسانُ الراحةَ والسعادةَ في كلِّ شيء .