غذاء القلوب :
يتذوق اللسان الأطعمة اللذيذة وتطرب الأذن لسماع الأصوات الحسنة وتتمتع العين برؤية المناظر الجميلة ، وكذلك القلب له غذاء يتمتع به وتقوم به صحته : إنه محبة الله سبحانه وتعالى .
وإذا نقص غذاء كل واحد مما سبق اعتلت صحته ، وكذلك القلب إذا أحب غير الله كان مريضا فإن المحبوب الفاني ناقص حيث أنه يلحقه الهرم والفناء فالعشيق ستزول مظاهر جماله فتذهب عن وجهه النضارة ، والحسناوات اللاتي نغضب الله لأجل النظر إليهن ستضعف أبصارهن حتى ربما احتجن إلى النظارات السميكة وستنحني ظهورهن .
وبالجملة فكل محبوب دنيوي سيؤول أمره إلى النقص والفناء ، فالذي يغذي قلبه بغذاء ناقص حين يحب الناقص الفاني يضعف قلبه ويكون مغموما .
أما الذي يحب الله فهو في كل حين يتجدد غذاء قلبه ويحصل لقلبه الغذاء الكامل ويكون في صحة تامة وسعادة وسرور يفوقان التصور والفهم لأن محبوبه هو ذو الكمال المطلق .