[/center]السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
( حين نصون الذكاء .. أو نصنع الغباء )
بات من المسلمات التي أومن بها في حياتي أن الإنسان يولد مكتمل العقل، عبقري التفكير، مصحوبا بموهبة ما، وأستدل على ذلك بقوله تعالى: ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) .
وكما أنه ( ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) ( رواه البخاري ) . فإن الأبوين والمعلمين يقومون بالدور ذاته في صيانة الذكاء وتنميته والحفاظ على تألقه الفطري ( فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّه ) ( الروم :30 ) ، أو تخريبه وإفساده وتكسير مجاديفه.
وحين نعود إلى النهج النبوي الكريم في التعامل مع الأطفال والولدان والفتيان فإننا نجده يتسم بالحكمة والصبر ، والإعذار ، وغرس الثقة في المربى ، وتقديره ، واحترامه ، وتشجيعه ، والكف عن سبه وضربه وإهانته ولومه
وقد دلت الدراسات الحديثة على أن الطريقة الخاطئة في تأديب الطفل قد تعوق نموه العقلي بنسبة 40% على الأقل ، وبهذا يقل ذكاؤه وقدراته وقد يفشل في المستقبل.
كما دلت الدراسات النفسية والتربوية على :
1. أن هناك علاقة وثيقة بين تقبل الطفل وتحسن تحصيله الدراسي.
2. وأن هناك علاقة موجبة بين المعاملة التي يتلقاها الولد والتي تتسم بالتسامح ومنح الولد الاستقلالية في التفكير والقرار وبين التفوق العقلي والابتكارية والتجديد .
3. وأن التربية بالتقبل والحب ، تجعل الولد أكثر توافقا اجتماعيا مع من حوله .
4. وأسرع نموا عقليا وعاطفيا .
5. وأكثر دافعية للإنجاز والطموح .
6. وأن من يتلقى هذه التربية والرعاية يتمتع بتقدير كبير لذاته .
7. ويحس بالأمن الداخلي .
8. ويكون أقل توترا وقلقا .
9. وأكثر ثقة بنفسه.
10. وتكون شخصيته أكثر انبساطية ؛ تميل إلى الحب والتقبل ، بينما يشعر غيره بالنبذ والانسحاب والانطوائية .
11. ويدرك حب الوالدين أو المعلمين له.
ونتيجة طبيعية لكل ذلك فإن الطالب الذي يحصل على تربية مثل هذه في البيت والمدرسة والحلقة فإنه سيعيش متكامل التربية ، مستقر النفسية ، محبا لدينه وربه ولكتابه ، ولنبيه صلى الله عليه وسلم ولأسرته ومجتمعه ووطنه وأمته ، متعاونا مع غيره ، مبدعا
في فنه ، مبتكرا في هوايته، متفوقا في دراسته، قادرا على التفكير السوي ، مبتعدا عن كل تطرف أو تميع أو انحلال .
وأنا متفائل جدا بأن هذه الثقافة سوف تنتشر ، وتؤثر إيجابيا على الجيل القادم بعون الله وتوفيقه .