انا الفقيرة مشرفة
عدد الرسائل : 139 الأوسمة : تاريخ التسجيل : 24/03/2008
| موضوع: الخوض فيما لا يفيد السبت أبريل 26, 2008 5:07 am | |
|
الخوض فيما لا يفيد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم . أيها الأحبة في الله ... انتشر في الأمة داء عضال ، وهو من مظاهر الانتكاس الذي عمَّ وباله ، فتُمْلأُ المجالس بالقيل والقال ، وكثرة المراء والجدال ، والخوض في أخبار الناس وأحوالهم ، ومثالبهم ونقائصهم . وربما لا همَّ لهم إلا الاشتغال بالصالحين ، وانتقاد العاملين ، وتجريح الناشطين ، وتخذيل المجتهدين ، وتصنيف الباذلين ، وإساءة الظن في المؤمنين .. سَلِمَ منه اليهودُ على ظُلمهم ، والنصارى على ضَلالهم ، وأهلُ العلمنة على كيدهم ، وأهلُ الشهواتِ على فسادهم ، وأهلُ التصوف على انحرافهم ، وأهلُ التشيُّع على زَيغهم ، وأهلُ الأهواء والأدواء ، واشتغلَ ـ تربت يده ورغم أنفه ـ بالمؤمنين الصادقين .. التهى بعيوب الناس عن عيبه ، واهتم بذنوبهم عن ذنبه ، وأصبح من أَكَلَةِ لُحومِ البَشَر ، ينهش في لحوم الغائبين عنه ، ويتشهى بذكر عيوبهم ورصد أخطائهم ، وكل ذلك تحت مسميات شرعية ( كمصلحة الدعوة ! ) و ( كشف أهل البدع ! ) و ( بيان إحداث أهل الأهواء ! ) و ( الجرح والتعديل ! )
مصطلحات ظاهرها وباطنها الرحمة عند أهل الحق ، وحقيقتها ـ عند هذا وأمثاله ـ الشهواتُ الخفية ، و الحقد والحسد ، وأمراض القلوب وأدواؤها ، كما قال عمرو بن الحمق عندما دخل مع من تسوروا الدار على الحيِيِّ عثمانَ بن عفان ـ رضي الله عنه ـ ليضربه تسع ضربات في صدره ، وهو يقول : ثلاثٌ لربي وسِتٌ لقلبي ، وذلك عندما ضرب الغافقي ـ عليه من الله ما يستحق ـ عثمانَ رضي الله عنه بحديدة معه ، وضرب المصحف برجله ، فاستدار المصحف واستقر بين يديه ، وسالت عليه الدماء .. " وهم يهابون في قتله ، وكان كبيراً ، وغُشيَ عليه ، ودخل آخرون ، فلما رأوه مغشياً عليه جروا برجله ، فصاحت نائلةُ وبناتُه ، وجاء التَّجيبي مخترطاً سيفه ليضعه في بطنه ، فَوَقَتْهُ نائلة ، فقطع يدها ، واتكأ بالسيف عليه في صدره ، .." وأما عمرو بن الحمق فوثب على صدره وبه رَمَقٌ ، فطعنه تسعَ طعناتٍ ، وقال : فأما ثلاث منها فإني طعنتهن إياه لله تعالى ، وأما ست فلما كان في صدري عليه . وأرادوا قطع رأسه ، فوقعت عليه نائلة وأم البنين ، وصاحتا ، وأقبل عمير بن ضابىء فوثب عليه ، فكسر ضلعاً من أضلاعه .." الكامل ـ ابن الأثير (3/179 ) في سنن أبي داود وصححه الألباني عن المستورد ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :" من أكلَ برجُلٍ مسلم أكلَة فإنَّ الله يُطعِمُهُ مِثلَها من جهنم ، ومن كُسي ثوباً برجل مسلم فإن الله يكسوه مثله من جهنم ، ومن قام برجل مقام سمعة ورياء ، فإن الله يقوم به مقام سمعة ورياء يوم القيامة " . وفي سنن أبي داود وصححه الألباني وعن معاذ بن أنس الجهني ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :" ... ومن رَمَى مُسلماً بشيء يُريدُ شَينَهُ بهِ حَبَسَهُ الله على جِسرِ جهنم حتَّى يَخْرجَ مِمَّا قالَ " ومن علامة إعراض الله عن العبد أن يشغله بما لا يفيد ، وأن يجعله ممن ورد فيهم الذم الشديد لأهل السعير : " وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ " يا إخوتاه .. تعلموا هذا الأدب وانشروه في الآفاق ، ليكن هم أحدكم إصلاح نفسه ، ولا يشتغل بعيب غيره ، ولا يسمع لقالة السوء ، ولا يذهب مذاهب المجرحين لأهل الخير . وتذكروا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : " إن أحبكم إليَّ أحاسنكم أخلاقا ، الموطئون أكنافا ، الذين يألفون ويؤلفون ، وإن أبغضكم إليَّ المشاؤون بالنميمة ، المفرقون بين الأحبة ، الملتمسون للبرآء العيب " [ رواه الطبراني في الصغير والأوسط وحسنه الألباني ] وصدق عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حين قال والذي لا إله غيره ما على ظهر الأرض من شيء أحوج إلى طول سجن من لسان .[ رواه الطبراني وصححه الألباني ] فانتبه لإصلاح عيوبك لعل المشتري يرضى ، واكفف ثوب الكلام بالصمت . فصدق الصادق المصدوق : " من صمت نجا " [ رواه الترمذي وصححه الألباني ] فاللهم كما حسَّنت خَلقنا حسِّن أخلاقنا ، واجعلنا ممن يترك ما لا يعنيه ، ولا يلتفت عن النظر لعيبه . والله الموفق | |
|
fidakyarasoulallah مشرف
عدد الرسائل : 228 البلد : الأوسمة : تاريخ التسجيل : 28/03/2008
| موضوع: رد: الخوض فيما لا يفيد السبت أبريل 26, 2008 3:13 pm | |
| | |
|
arid_altoba مشرفة
عدد الرسائل : 437 تاريخ التسجيل : 24/03/2008
| موضوع: رد: الخوض فيما لا يفيد الإثنين أبريل 28, 2008 12:46 am | |
| | |
|