قال الله تبارك وتعالى:
(أدْعُ إِلَى سَبِيل رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمِوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بالَّتِى هِىَ أحْسَنُ)
فهذا هو نهج رسولنا الكريم فى الدعوه (عليه أفضل الصلاه وأتم التسليم)
أولاً:الخروج لهؤلاء الفتيات:-
سرد شيخنا الموقر الفاضل الشيخ/محمد بن إسماعيل المقدم - قصه لجماعه تقوم بحركات دعويه فى العالم وهى جماعة التبليغ العالميه وقال: "قد حدث أن سألنا أميرهم: لماذت تذهبون إلى المقاهى لدعوة الناس؟ قال: أرأيتم إن كان عندكم مريض..ماذا تفعلون له؟
قلنا:إذا كان مرضه ثقيل نجضر له الطبيب فى المنزل, وأما إذا كان مرضه خفيف فإنه يذهب بنفسه إلى الطبيب, قال: فكذلك الذين لم يعرفوا طريق المسجد, مرضهم الإيمانى ثقيل, فنحن نذهب إليهم) من كتاب علو الهمه ص 281
نعم, فهذا هو الحراك الإيجابى, فمعظم الأخوات لا يعرفون طريق المسجد, فلماذا ننتظر إلى أن يأتوا, لماذا لا نكون سببدخولهم المساجد.
فيجب أن نسارع نحن إليهم فى الكليه أو السنتر أو المقهى, أماكن تواجدهم عموماً.
نكلم الفتاه ونذكرها باللهعزوجل بوجه طليق وبرحمه ولين فى الكلام لصاحبة المنكر وإنزال الناس منازلهم, وتبين لهاالأخت الداعيه أن هذا المنكر (التبرج والإختلاط) له عقوبته فى الدنيا والأخره وإظهاره بصوره شنيعه مبغضه, والتخويف من عاقبة ذلك وعقوبة الله والترغيب فى العفه والإحتشام وأنه موجب لرحمة الله وغفرانه,وأن التائبه تبدل سيئاتها حسنات, ومحاوله إستنفار المشاعر الإيمانيه للأخت الفاضله وعدم تيئيسها من رحمةالله جل وعلا.
فالمبادره والحركه هما شأن الدعوه التى يرام أن تصل إلى أهدافها المنشوده بتوفيق الله عز وجل.
ثانياً:سرد قصص التائبات:-
وهذه النقطه من القوى المؤثره على الفتيات.
من خلال سرد قصص التائبات تتعرف كيف فاقت هذا التائبه من الهذيان الذى كان يعتريها, وكيف كان غمام المعاصى يغطى صفحة عينيها البيضاء عن رؤية الحقائق, فإذا بوبيص نور الهدايه يخترق هذه الغمامات ليحولها أمطار غزيره تخرج من عين تائبه صادقه راجعه إلى الله رب العالمين, تغسل قلبها وجوارحها بهذه الأمطار ولسان حالها يقول: لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك.
من خلال سرد قصص التائبات تتعرف الاخت, كيف كانت التائبه فى غربه عن دينها ..غارقه فى بحر الشهوات والمعاصى, وإذا بفرق الإنقاذ تتوالى وتتتابع من الله عز وجل للأخذ بيديها للهدايه ونُصرتها والدفاع عنها أمام الإبتلاءات والمحن الممحصه لقلبها وتقول: ماأحلمك ربى..مددت إليك يدى بالمعاصى والذنوبالزمان الطويل..تمهلنى وأنا هامله لا أندم ولاأسعى لغفران, يأتى حكمك فى حجابى وأنا أُقابله بالنكران, وأخيراً ربى تمد يد المغفره والرحمه لأمْه مثلى هجرت الستر والحياء وما شرعته لحجابها فى القران..!!..فيأتى الرد سريعاً من الله واسع الرحمه والمغفره: (قُلْ يُا عِبَادِىَ الذَّيِنَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ.إِنَّ اللَّهَ يَغْفِر الْذُّنُوبَ جَمِيعاً إنَّهُ هُوَ اَلغَفُوُرالرَّحِيمُ)
فيتجدد الامل وتسعى الفتاه للإصلاح من نفسها ومن حجابها وتسعى السعى الحقيقى لنيل أعالى الجنان بصحبة خير الأنام (عليه الصلاة والسلام) وبالقرب من الرحيم الرحمن.
فشأن هذه القصص أن تفتح عقول المتبرجات على الحقائق التى خُفيَت عنهم الزمان الطويل.
فتنظر الاخت فى حالالتائبه كيف كان حال قلبها, مظهرها. نفسيتها قبل وبعد الإلتزام, وكيف أن التقرب إلى الله عز وجل أضفى علىحياتها البهجه والسرور فى كل شئ, حتى فى أوقات الشده والمحن.
فالمرأه بطبيعتها عاطفيه, تميل إلى كل حادثه ترقق القلب وتنقيه وتميل بالطبع للفطره السليمه التى فطرها الله عليها.
فهذه القصص تجعل الاخت فى مقارنه لا شعوريه أمام قصة التائبه, بين حالها وحال هذه التائبه وأن هذا العمل كان مشابه لعملها البغيض الذى يوجب غضب الله عز وجل وكيف تابت منه, فكل هذا يجعل الأخت تراجع حساباتها مع الله عز وجل -إن صح التعبير- وتوجه وجهتها إلى رضائه والعمل بأحكامه.. والله المستعان وعليه التكلان.
ثالثاً:الشرائط والكتيبات:-
بعد تذكره وكلمه حانيه من الأخت الداعيه إلى الأخت الفاضله, يمكن أن تعطيها شرائط أو كتيبات تعينها على مواصلة التذكير والترغيب والترهيب.
ويجب ان تدندن هذه الشرائط حول الزهد فى الدنيا وشهواتها وملذاتها الفانيه والتذكير بالله واليوم الأخر والحجاب والإختلاط, فعملية الترغيب والترهيب تجعل الأخت متقبله للإلتزام وتشحذ الهمم لخلع ثوب المعاصى ولبس ثوب الطاعه وكل ما يقرب الى الله عز وجل, وأيضاً الكتيبات التى تحتوى على قصص تائبات وعلى قصص أخرى تبين عاقبة العاصى وكيف كان إصراره على ذنبه كان سبب هلاكه, وأيضاً الكتيبات التى تحتوى على موضوعات الستر والعفاف ووقفه مع النفس ومثل هذه الأمور.
ونريد أن نُنوِّه هنا أن السماع عند الفتاه المتبرجه أيسر بكثير من القراءه مثلاً فى كتيب وهذا فى مراحلها الأولى, فنركز على الشرائط أكثر, الشرائط المؤثره لمشايخنا الكرام.فنرى مثلاً أن أخت فاضله استمعت لشريط معين لداعيه فاضل, وإذا بها تقول عندما ينتهى الشريط: (كأنه كان يحدثنى أنا شخصياً, كان يشرح حالتى تحديدا..)
فهذا يكون عظيم جداً بما تحمل الكلمه فى طياتها لأن بذلك تكون الأخت قد أدركت خطر ما هى فيه وفى فكرها دائماً ما قاله الداعيه من الترهيب من عدم ترك هذه المعصيه وأن عاقبتها وخيمه فى الدنيا قبل الأخره, والترغيب فى عفو الله وكرمه وجنته التى فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
فيفتح لها نقط كثيره كانت غائبه عن وعيها وإدراكها, بسببها تكون نقطة إنطلاقها لرضاء ربها والعمل لدينها.
رابعاً:الهديه:-
وهنا نقطه ظريفه جداً يجب أن نُنوِّه ونُنبِّه عليها, فنحن يجب أن نبتكر ونفكر ونخطط للعمل لديننا وللدعوه.
النقطه هى..أن الفتاه فى مراحلها الأولى فى الإلتزام وقبل إلتزامها أيضاً يجب أن تعامل معاملة الطفل الذى يبهره الألوان والأشكال البرَّاقه والهدايا.
فلا بأس بأن مثلاً يغلف الشريط والكتيب وبعض المطويات فى غلاف للهدايا يكون مظهره جميل ويُلفبطريقه جميله, فهذا من شأنه جعْل الأخت سعيده بالهديه متقبله مابداخلها ومهتمه بها وأحياناًذلك يبعث الشغف لمعرفة ما بداخلها, وهذا شأنه أيضاً أن يؤلف بين القلوب.
فهذه النقطهأراها من وسائل الدعوه البسيطه الجميله التى تقع فى نفس الأخت موقع جميل يبعث السماحه والحب والإئتلاف بينها وبين الأخوات الملتزمات.
يتبع ان شاء الله...
وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وعلى آله وصحبه وسلم.. والحمد لله رب العالمين