الشيطان فى بيتى الحلقة (( 1 ))
هل نحن حقا نعيش فى آخر الزمان ؟
تسالنى سيدة فاضلة تخرجت على يديها أجيال من الشباب والشابات فى الجامعة.
قلت : علامات آخر الزمان وقرب قيام الساعة أصبحت تدق الأبواب الآن .. بعدأن تفشت الحروب وخربت الذمم وانطوت النفوس على الكذب والخداع وظهر الفساد فى البر والبحر وركب الباطل جواد الحمق وانطلق في طول الدنيا وعرضها وأصبح اللص والقاتل بطلين والراقصة مصلحة اجتماعية !
تقاطعنى : كل ها لم يرسل شعرة واحدة بيضاء الى رأسى .. ولكن الذى أشعله شيبا.. ما يجرى الآن من فضائح تزكم الأنوف وانحرافات وانهيار فى منظومة الأخلاق والدين و الأدب على شبكة النت التى دخلت الآن كل بيت من خلال بوابة الشيطان التى اسمها : (( الشات )) Chat ..التي تحولت الى جسر للعبور الى الخطيئة و الضلال والتحلل الخلقى و التمزق الشيطاني ... وكأن عفريتا من الجن قد ركبنا ويسوقنا أمامه عبر هذا الشات اللعين الذى يتكلم فيه كل الناس بحرية ودون خوف ..
قلت : يا سيدتي الانترنت هو مكتبة الدنيا .. هو العلم والمعرفة والفلسفة والدين والتاريخ والجغرافيا و الساسة والفن و الأدب والمال والاقتصاد .. وكل شيء يخطر على بالك أو لا يخطر تجده شبيك لبيك على الانترنت فكيف يتحول من منارة الى خرابه .. ومن معبد للعلم الى كباريه للانحراف وقله الأدب ؟
قالت : لقد حوال المنحرفون وأصحاب الخيال المريض والمعقدون نفسيا و الفارغون عاطفيا وعقلانيا .. هذا (( الشات )) الذى يتحدث فيه الجميع بحرية ودون خوف ويتبادلون فيه المنافع والمصالح ويتعلمون ويدرسون ويتكلمون ويفضفضون فى كل شيء .. دون خوف ودون مسائله.. الى كباريه – أى والله كباريه – للعلاقات المشبوهة والانحرافات واللعب على المكشوف !
تسألنى : هل تريد ان تقرأ كتاب (( الشات )) الأسود .. من الغلاف الى الغلاف ؟
قلت : هات ما عندك
قالت : البنات اللاتى فاتهن قطار الزواج – وعددهن الآن حسب آخر احصاء رسمى نحو 4 ملاين فتاة .. دخلن الى الشات للبحث عن عريس .. أى عريس .. فتكون النتيجة الوقوع فى راثن شباب منحرف يأخذون منهن مايريدون على الشات أولا .. ثم على الطبيعة بعد ذلك !
وشباب لاهم له إلا الدخول على مواقع الانحراف والجنس الصريح وما أكثرها على النت .. وأنت تعرف الباقى طبعا !
وهيا من الحلقة القادما ندخل معا الى هذا النفق الذى يسما النت والشات
الحلقة (( 2 ))
هذه الواقعة المثيرة لم تكتبها الصحف .. بعتبار أن ما تكتبه الصحف لابد أن يخرج من دفاتر محاضر الشرطة .. أويدخل إلى دهاليز المحاكم والأحكام .
لنتعرف على الواقعة أولا ثم ندردش أو نعقب أو نمتنع عن الكلام .. أو حتى لا نقع من طولنا ..
جرس المحمول يصرخ بلا هوادة .. صاحبة المحمول وهى طبيبة شابة فى مستشفى خمس نجوم مشغولة بزحام وسط العاصمة .. تفتح حقيبتها وتخرج الموبايل بضيق وترد : أيوه .. مين ؟
على الخط الآخر يجىء صوت صديقتها وحبيبة عمرها ألفت – وليس هذا اسمها – الحقينى يانوال – أنا رايحة فى مصيبة سودة .. ومافيش غيرك ينقذنى !
نوال : مصيبة ايه كفا الله الشر ؟!
ألفت : جوزى يا حبيبتى اكتشف اننى على علاقة بواحد تانى .. رجل تانى غيره عرفته عن طريق الهباب اللى اسمه الشات فى الانترنت .. ما أنت عارفة الحكاية كلها .. أنا قلت لك قبل كده كتير !
نوال : أنا موش سبق وقلت لك ابعدى عن السكة الزفتة دى .. آدى النتيجة .
ألفت : أنا با كلمك دلوقتى بعد ما سبت البيت .. وأنا رايحة أقبل الرجل ده أشوف لى حل معاه .. هو عاوزنى أسافر معاه حتة كدة لسه حايقوللى عليها .. يا حبيبتى ما فيش فايدة .. هو ده الحل اللىانتهينا إليه .. هو وعدنى نتجوز على طول بعد حصولى على الطلاق .
نوال : طلاق ايه وهباب ايه .. اعقلى يا ألفت وبلاش تخربي بيتك بايدكي !
ألفت : أنا خلاص طهقت وفاض بى .. ده ضربنى وبهدلنى حتى قدام زمايلى فى الشغل .. وبيقوللى كلام ما يقولوش معلم لمراته فى حوش بردق .. أنا دلوقتى رايحة أقابل الراجل اللى أنا حبيته عن طريق الهباب اللى اسمه الشات .. وما أقدرش استغنى عنه .. المهم نتفاهم الأول وبعدين يحصل اللى يحصل !
نوال : وجوزك فين دلوقتى ؟!
ألفت : ساب البيت وهددنى بورقة الطلاق وقاللى انه حيقدم للمحكمة كل المكالمات والحوارت والسهرات اللى على النت مع الراجل اللى أنا حبيته !
نوال : اعقلى يا ألفت وبطلى شغل الجنان بتاعك ده .. فيه راجل فى الدنيا يستاهل ان الواحدة تسيب جوزها ومعاها ولدين منه .. وتروح تجرى ورا راجل يادوب عرفته عن طريق الدردشة على الشات .. انتى اتجننتى أكيد !
ألفت : شوفى أنا حأعدى عليكى فى المستشفى بعربيتى .. أخدك ونروح نشوف الرجل اللى أنا بحبه ده ومستنينى دلوقتى فى الريسيبشن بتاع لوكاندة .. ما انتى عارفاها اللى فى أول طريق اسكندرية الصحراوى .. تعالى معايا .. لأن أنا خايفة أروح لوحدى ..
نوال : أنا حاوافق بس .. عشان اشوفك وأرجعلك مخك الفساكونيا ده .. وأشوف الراجل اللى عاوز يخرب بيتك ويخطفك من جوزك وولادك .. شكله ايه وصفته ايه !
ألفت : دى أول مرة حاشوفه . ورانى صورته على النت .. زى القمر ياختى طول بعرض .. شعر اشقر .. عينين قطط . وعنده شركة كبيرة .. ودخله فوق الخمسين ألف كل شهر !
نوال : واسمه ايه ؟
ألفت اسمه فايز ..
نوال ضاحكة : زى اسم جوزى .. يكونش هو .. ده هم يضحك وهم يبكى .. تعلى ياستى .. أنا كان ايه ذنبى بس فى المرمطة دى على صباحية ربنا .
........................................
.......................................
ننتقل سريعا إلى المشهد الثانى فى هذه الواقعة التى لم تدخل اقسام الشرطة .. وان كانت – كما سترون وتعرفون – سوف تأخذ طريقها حتما إلى دهاليز المحاكم :
نوال : تستقبل صديقتها (( الروح بالروح )) فى ود وقبلاب .. وان كان دماغها أصبحت – كما يقول المثل البلدى – (( يودى ويجيب.. ويجيب ويودى )) .. وتحرك الفأر فى صدرها كثيرا .. ياداهية دقى لحسن يكون فايزده هو جوزها صحيح .. الاسم والشكل والشعر .. فاضل ايه تانى .. ده حتى خرج الصبح بدرى وقال انه مسافر بالطيارة شرم الشيخ عشان صفقة جديدة وهيغيب يومين .. فهو رجل أعمال وعنده شركة كبيرة والفلوس بيلعب بيها لعب .. ياستى بلا افكار وحشة جوزك مافيش فيه .. صحيح هو مالوش لعبة إلا الكمبيوتر وشبكة النت بيسهر قدمها ليالى .. لكن ما يضرش .. أنا ما شفتش عليه حاجة كده واللاكده .. اثبتى يابت يا نوال !
وصلت الصديقتان الروح بالروح إلى الفندق إياه .. الدنيا هيصة وزيطة وفوج سياحى ايطالى يملأ الريسيبشن ضو ضاء ومرحا وزعيقا , كما هى عادة اخواننا الطليان .
نوال تسئأل ألفت : انتى عارفاه ..
الفت : قاللى انه لا بس ببدلة سبور كاجوال زرقاء .. وقميص أبيض مفتوح وحذاء رياضى أبيض فى أزرق .. أنا عارفة شكله من الصور .. هو يشبه جوزك شوية َ!
الفأر الشكاك بدأ يقفز فى صدر نوال .. ده حتى اللبس هو هو .. يا خبر !
ولأن المشهد كله يوحى بأن بطل الرواية المؤلمة هو فايز زوج الصديقة الروح بالروح .. فقد تسمرت نول فى مكانها وهى تشاهد صديقتها تجرى الى زوجها الواقف فى أحد الأركان .. ورحا يتبادلان العناق أمام عيتيها .. وكلام لم تسمعه نوال .. والأفضل لها ألاتسمعه !
لن أحكى لكم تفصيل المشهد المثير للعجب فى زمن الانحراف والانفلات باسم المدنية والتحضر .. خناقة وشتائم من نار وحالات اغماء .. وتقطيع هدوم وصوات وخناقات وفرجة أمام الخواجات !
الاغماء هنا للصديقتين .. عشرة سنين وأشواق وحنين .. واحدة تركت زوجها وولديها من اجل رجل مخادع غرر بها عبر هباب البرك اللى اسمه الشات .. هو زوج أعز صديقاتها .. وهى لا تعرف !
والسبب هذه الشبكة العنكبوتية اللعينة التى اسمها (( النت )) وبوابة الشيطان التى اسمها (( الشات )) !
"" نهاية الواقعة : مأساة وجرجرة الى الأقسام وشحططة فى المحاكم .. وضياع أسرتين وطفلين وخصام امرأتين كانتا فى يوم من الأيام أعز صديقتين !
أغرب ما فى الواقعة انه فى تحقيقات الشرطة و النيابة وأمام حضرة القاضى .. نفت الزوجة المصونة أنها كانت تعرف ان من تحدثه وتسهر معه بالساعات أمام النت فى موقع الشات هو زوج أعز صديقاتها ..
ونفى الزوج الألعبان انه كان يعرف أن من أحبها وعشقها ولعب بعقلها وتلاعب بقلبها هى أعز صديقة لزوجته المصونة التى لم تراع حرمة بيت وشرف زوج وأمانة طفلين جنت عليهم .. زغب الحواصل لا ماء ولا شجر .. كما يقول الشاعر !
مزلنا نسير فى النفق المظلم نفق الشيطان وهوه الشات والنت